يبقى يوم الثاني والعشرين من فبراير من كل عام، يومًا مشهودًا للمملكة العربية السعودية، فيه نستذكر التاريخ المجيد لبلادنا المُباركة التي تأسست قبل ثلاثة قرون على يد الإمام المؤسس محمد بن سعود عام 1139هـ / 1727م، الذي نقش اسمه على صفحات التاريخ بحروفٍ من نور، بعد أن شيد دعائم دولة واسعة النفوذ، قامت على الإسلام والحكم الرشيد والمنجزات المستمرة وترسيخ الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون طويلة من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار.
الإعلان عن “يوم التأسيس” وفق الأمرُ الملكي الذي أصدره مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود “يحفظه الله”، بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام، يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، يعتبر فرصة استثنائية لدراسة التاريخ العريق للمملكة، والتعرف على العمق التاريخي للأسرة السعودية المالكة، التي تعود سلسلة الحكم لديها إلى ما يقارب من 600 عام، منذ أن أسس مانع بن ربيعة المريدي الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز “يحفظه الله”، مدينة الدرعية عام 850هـ/ 1446م التي أصبحت عاصمة الدولة السعودية الأولى.
مرت الدولة السعودية بأطوار تاريخية متعدّدة وتخللتها أحداث ساهمت في رسم الجغرافيا السياسية للمملكة، وخلال تلك الفترة ظهر الكثير من العلماء وازدهرت المعارف والعلوم منذ عهد الدولة السعودية الأولى، وصولاً إلى العهد الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده ولي العهد -يحفظهما الله-، اللذان سارا على خطا المؤسسين، ومبادئهم القائمة على الدين الإسلامي الصحيح والتوحيد، والاهتمام بالتعليم والاقتصاد والأمن والوحدة والعلم، مما يؤكد أن هذه البلاد تأسست على قواعد متينة راسخة جعلت منها قوة عُظمة لها شأنٌ كبير بين الأمم.
